الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

وما يزال يعيدُ نفسه .. !





أقرأ التاريخ لأتسلى فقط، هذه الحقيقة هي الشيء الوحيد الذي يمنعني من الاستسلام التام لحالة القنوط التي تولّدها الحقائق المتشابهة المذكورة في كتب التاريخ .. تخطر في بالي بشكل مفاجئ العبارة القديمة المستهلكة ( التاريخ يعيد نفسه ) .. كنتُ أستخدمها في السابق لتأكيد تكرر موقف عادي من يوميات حياتي، لم أدرِ أنه يعيد نفسه بطريقة كونية عجيبة، يستنتسخ نفسه بنظام مثير للاحباط والرعب 


كل ما يحدث الآن مذكور بالتفصيل في الكتب القديمة، الثورات ونتائجها واختلاط الأمر على الثوار حتى يشكوا في مبادئهم، مقدمات الثورة الوليدة في بلدان بعينها، حتى الدول العربية المستقرّة فيها من قوة تحكّم حكوماتها وتدخلها في تفاصيل حياة شعوبها ما يؤدي بك إلى اليقين بأن ثورةً ستقوم هنا بعد قليل، تعود إلى كتب التاريخ فتجدها مرسومة بدقّة وتفصيل ! ورغم ذلك لا أحد ينتبه .. لا أحد يحاول كسر الدائرة الشيطانية التي ندور فيها بلا إرادة ! هل يُعقل أن كل هذه الحشود المتناحرة أو المستكينة لا تدري بما ورد في التاريخ من نبوءات متكررة ! أم أن الجميع مسيّرون بقوة غير بشرية لا يعقلونها ولا يملكون حرية مقاومتها أو تغييرها


قنوط لم تنقذني منه حقيقة بحثي عن التسلية وحدها والتغاضي عن التعمق في النُذُرِ التي تمرّ بي بين طيات هذه الكتب، أبحث عن واقع مختلف وأشخاص لا يشبهون هذا الزمان، فأجدهم هم أنفسهم بأزياء أخرى ولغات مختلفة .. ولا شيء يتغير


الجمعة، 2 أغسطس 2013

حنين غريب







شعور غريب .. أن تتذكر أحداث رواية قرأتها في عمرٍ سابق، وتتأملها بحنينٍ متزايد كأنها روحك الطفلة، كأنها جزء من واقعك القديم ..

أن تكون الروايات هي الذكرى التي تحنّ إليها وتنسى ماضيك الحقيقي، تحاول تذكّره بجديّة فلا ترى فيه سوى غبار وقطرات عرق ثم تجرّك الذاكرة إلى عالمك الذي تعرفه؛ أحداث الرواية ..!


حنينٌ غريب .. ومُنعش  

الحياة عن كثب






كأني أطلّ على الحياة من كوّة ضيّقة .. !

أراها تزداد تسارعاً فتكثر الأمنيات المُزهِرة، تتناوب علي أوقات سعادة ولحظات فراغ، ابتسم لما أراه من مكمني بفرح خفيف يبحث عن موطئ لقدميه، ورغم ذلك أبصر بزاوية عيني شيئاً من ظلامٍ ثابت لا يتغير ولا يتشوّش .. أُسرِعُ الخطى وأقترب أكثر حتى ألمس الأمنيات بيدين مرتجفتين وأضحك بمرح، أحّضر لنفسي مكاناً أستقر فيه زمناً ليتحمّل نوبات جنوني المتناقض، ثم أجلس .. أتأمل واقعي بهدوء فإذا بي أبصر ظلاماً ما بزاوية عيني في الناحية البعيدة من الوعي، ما يزال الظلام يصاحبني بنفس الثبات، هو نفسه لا يتغير، كأنني منبعه ومسكنه !


لا بأس به رفيقاً حياديّا كثير الصمت، الظلام الذي أخشاه هو الآخر الصاخب، الآخر الذي يجرّني إليه حتى يغرقني ويمحوني من دائرة الوجود .. 

أما هذا الظلام البريء فلا بأس به رفيقاً ولا بأس بالحياة عن كثب ..