الأربعاء، 12 مارس 2014

سيجيء





احكي لي يا صديقة ..

أسهبي في الشرح وانثري كل التفاصيل المكبوتة، لا تخجلي من ذكر حزنكِ هنا ولا تدّعي الابتسام، ليس هنا سواي يا صديقة وأنا لا أعرف كيف أرفض الحزن ولا أعرف كيف أنقله..

لا تبكي .. تحدّثي فقط، أفرغي القلب من يأسه ومرارته، هزّيه كجذع النخلة ليتساقط ما جثم فوقه منذ دهور، أفرغيه تماماً وانتظري قليلاً بعد، سيؤلمه هذا الفراغ المستجد ولكن - صدقيني - سيكون أفضل حالاً بعد قليل .. 

الفرح لا يأتي وحده ولا يُقتبس من الآخرين، الفرح الذي نعشقه كلنا ونتمنى حضوره هو في الأصل حالة إرادية لا يستطيع استحضاره قلبٌ مُلئ بالحجارة وثقيل الصخور، سيجيء لو أردتِ ذلك فابتسمي مرة أو مرتين كل يوم


وانتظري .. قليلاً بعد 

الثلاثاء، 18 فبراير 2014

وثمة رسالة إلى نفسي .. (3)





ما تزالين هنا .. !

بانتظار المجهول تقفين على الضفة الأخرى من نهر الحياة، على الضفة المظلمة .. المزدحمة .. حيث ينزوي القمر خجلاً وتأبى الشمس أن تنير المكان كما يجب، حيث كل شيء ساكن، متوقفٌ عن الحركة، كلوحة منسية منذ الأزل، مغبرّة وقاتمة اللون.. ما تزالين هنا تخفين وجهكِ في طيّات حاضرك الكسول، وتقفين بلا حراك بانتظار ما لا يأتي ! نسيتِ أن الوقت يداهم الساكنين في زوايا الظلمة كما يداهم الأحياء، ليتكِ استطعتِ رؤية المستقبل بعين الحدس، ليتكِ ما كذّبتِ حدسك حين تراءت لك الحقيقة، أم كان الأسهل أن تصدقي أنها خيال آخر يلعب بكِ ؟


ما تزالين هنا واهنة .. غير قادرة على الرفض أو القبول، منساقة لما تفعله بكِ الأيام، ليتكِ تعلمتِ الكلام؛ لما قبلتِ الانزواء في الظل ..!

الاثنين، 27 يناير 2014

الساعة .. ؟



لأيام عديدة مُعتِمة تشابهت صباحاتي حتى توقفتُ عن محاولة التمييز بينها أو النظر غير المُجدي إلى الروزنامة، صحو متأخر يشبه الانفلات من قيد ثقيل، يليه صمت أثقل في جلستي المتصلبة بدون سبب واضح، بهدوء أراقب عقارب الساعة لساعات متتالية ..


أراقب عقرب الثواني في حركته الروتينية وأدقق في حركة عقرب الدقائق كل ستين ثانية، أراقب هكذا بدون غرض وبلا أي توقعات، كأني أستكشفها أو أراها لأول مرة، لا أعد الثواني ولا أتعجّل مضيّها وبالتأكيد لا أتحسر على ماضٍ ما منسي، هي حملقةٌ لم أستطع تعريفها بعدُ ولا أظنني أكترث، أرمق الساعة كل صباح بنفس الهدوء ببالٍ شبه مرتاح وصفحة أفكار خالية، ولا أطمح إلى أي شيء على الإطلاق، أراقبُ وكفى .....

الأحد، 26 يناير 2014

وأدوّن للخيبات كذلك




أدوّن للخيبات كما يدوّن الناس لأفراحهم .. أدوّن للخيبات وأسجلها بتواريخها كمن يحتفظ بفرح وليد يخشى عليه الموت برداً في الصقيع الذي تقمّص كل الفصول وزادها فصلاً خامساً من الفراغ والتيه

أرقامٌ جديدة أُضيفها لقائمة السواد برويّة وانقباض متجهّم، أحفظها عن ظهر قلب وأتجاهل نهشها الوئيد في قلبي ورئتيّ ..

أدوّنها بثبات كأنني أحفر للألم جُحراً عميقاً سيستقر فيه مدى العمر، لم أكن يوماً ممن يبجلّون الأحزان ويضفون عليها مهابة غير حقيقية، احتقرت "تبجيل الحزن" طوال عمري وما أزال، وما أفعله هنا لا علاقة له بذلك الهوس الجماعي، هو توثيق لعمرٍ يكاد يقضي عليه ما تكالب على الروح من ألوان قاتمة، وتذكيرٌ للقادمين بوهج روحٍ ما تزال تتمسك بالنبض وتدّعي الحياة .. تدوينٌ هو أقرب لوداعٍ خفي يحاول الضمير مواراته على عجل ..

ومافي ذلك من ضير .. !


سأدوّن ما أرى من غمّ، فربما أفسح للفرح متكأً في عمق الروح ..