الاثنين، 27 يناير 2014

الساعة .. ؟



لأيام عديدة مُعتِمة تشابهت صباحاتي حتى توقفتُ عن محاولة التمييز بينها أو النظر غير المُجدي إلى الروزنامة، صحو متأخر يشبه الانفلات من قيد ثقيل، يليه صمت أثقل في جلستي المتصلبة بدون سبب واضح، بهدوء أراقب عقارب الساعة لساعات متتالية ..


أراقب عقرب الثواني في حركته الروتينية وأدقق في حركة عقرب الدقائق كل ستين ثانية، أراقب هكذا بدون غرض وبلا أي توقعات، كأني أستكشفها أو أراها لأول مرة، لا أعد الثواني ولا أتعجّل مضيّها وبالتأكيد لا أتحسر على ماضٍ ما منسي، هي حملقةٌ لم أستطع تعريفها بعدُ ولا أظنني أكترث، أرمق الساعة كل صباح بنفس الهدوء ببالٍ شبه مرتاح وصفحة أفكار خالية، ولا أطمح إلى أي شيء على الإطلاق، أراقبُ وكفى .....

الأحد، 26 يناير 2014

وأدوّن للخيبات كذلك




أدوّن للخيبات كما يدوّن الناس لأفراحهم .. أدوّن للخيبات وأسجلها بتواريخها كمن يحتفظ بفرح وليد يخشى عليه الموت برداً في الصقيع الذي تقمّص كل الفصول وزادها فصلاً خامساً من الفراغ والتيه

أرقامٌ جديدة أُضيفها لقائمة السواد برويّة وانقباض متجهّم، أحفظها عن ظهر قلب وأتجاهل نهشها الوئيد في قلبي ورئتيّ ..

أدوّنها بثبات كأنني أحفر للألم جُحراً عميقاً سيستقر فيه مدى العمر، لم أكن يوماً ممن يبجلّون الأحزان ويضفون عليها مهابة غير حقيقية، احتقرت "تبجيل الحزن" طوال عمري وما أزال، وما أفعله هنا لا علاقة له بذلك الهوس الجماعي، هو توثيق لعمرٍ يكاد يقضي عليه ما تكالب على الروح من ألوان قاتمة، وتذكيرٌ للقادمين بوهج روحٍ ما تزال تتمسك بالنبض وتدّعي الحياة .. تدوينٌ هو أقرب لوداعٍ خفي يحاول الضمير مواراته على عجل ..

ومافي ذلك من ضير .. !


سأدوّن ما أرى من غمّ، فربما أفسح للفرح متكأً في عمق الروح ..