الاثنين، 18 مايو 2015

هرب ...

بداية .. أنا أيضا إنسانة

.
.

تحذير : لن نبتسم اليوم .. ليس هنا على الأقل









كلما تفكرت قليلا في واقعي الجديد تهاجمني الحقائق من كل الجهات، تسحب البساط من تحت قدمي وتغرقني في فيضانها فأشعر بالوحدة والندم، أكره شعور الوحدة كما يكره المريض فكرة الموت، وكما تكره الأم فقد رضيعها، ليس سهلا أن تشعر بالوحدة تغمرك وتنشر الظلام حولك وتستمر رغم ذلك في مزاولة حياتك، تتناوب الليالي والأيام على تجسيد هذه الوحدة وتكثيفها حتى تحولت إلى غطاء ثقيل يتكوم بكثافة من فوقي ومن حولي فلاينفذ منه أي شعاع ضوء ولا نسمة هواء ..


في أحيان كثيرة اتعمد الهرب من التفكير أو التأمل، أخشى بشدة من محاولة اصلاح واقعي اليومي حتى لا أعطي الفرصة لسيل الحقائق أن تغرقني مرة أخرى، أخاف من تأثير هذه الحقائق لو حاولت استيعاب بعضها ولو لمرة واحدة، ليست الكآبة هي النتيجة أخاف أن تسببها محاولة الاستيعاب، هنالك ماهو أسوأ ... ولا أريد التفكير فيه .


و أحيانا أشعر بروحي تختنق بدون مسببات جديدة وبدون أحداث طارئة، رغبة عارمة في البكاء تضغط على روحي وتكتم أنفاسي فلا أملك القدرة على مقاومتها، في مثل هذه اللحظة ينتابني هاجس الهرب؛ أريد الهرب من واقعي ومن نفسي، لا أريد هذه الحياة ولا أي شيء يشبهها ، أحيانا يحدث أن أنكر نفسي فلا أعرف هذا الوجه المتجهم الذي يطل من المرآة، ليست هذه أنا !! هذه الكئيبة المشوهة من الداخل، هذه المليئة بالقهر والكراهية، هذه التي تظن الظلام لونا للحياة لا تشبهني في شيء ... وبالتأكيد ليست " أنا "






في النهاية :

لم أعد أصدق أي شيء ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق