الجمعة، 28 يونيو 2013

الهدوء ليس مرادفاً للملل





في حياتي كل شيء إما مؤقت أو سريع الزوال .. لهذا لا أكتئب كثيراً حين تسوء الأمور، لا أبكي على فراق أحد، ولا أستكين للمفاجآت السارة، كما لا أصدق الخطط طويلة الأمد .. ببساطة أعرف أن "الدنيا دوّارة" كما يقولون، سيعود الغائب فلماذا الدموع ! كل الأمور السيئة ستنصلح من تلقاء ذاتها، ستتغير المفاجآت السارة إلى واقع ممل أو تختفي في أحسن الأحوال، لا شيء يستحق أن أبالغ في رد الفعل، لا السعادة البالغة لا تناسبني ولا الاستسلام للحزن ..


هكذا أعيش حياتي ( بين بين ) فلا أتعرض للصدمات ولا يحزنني عدم تحقق الآمنيات، يقال أن هذا النوع من الحياة يجلب الكآبة، وأنه لهذا السبب تحديداً قررت فيرونيكا أن تموت وراحت تحاول بجدية! .. فيرونيكا مجنونة، وتستحق أن تودع مع أمثالها في المصح النفسي الذي وصفه باولو كويلو، لأنها لم تقبل الواقع وطلبت أكثر مما يمكن للحياة أن تقدمه، مجنونة لأنها تخيلت أن الحياة يجب أن تكون مترعة بالدراما كما في المسلسلات الأمريكية، تصورت أن الهدوء دافع لمغادرة الحياة فبدأت تأخذ خطواتها الثابتة نحو هذا الهدف .. 

أما أنا سأعيش هكذا، أستفيد من المفاجآت السارّة بأن أقتبس منها بعض الابتسام، وأستفيد من الحزن دروساً ماكنت سأعرفها لو تجنبته، فيرونيكا خدعت نفسها ثم تعلمت درسها بالريقة الصعبة، أما أنا فأفضل السير مع تيار الواقع لأستوعب درسي بالطريقة السهلة البسيطة، وحتى الملل سيكون رفيقاً رفيقاً بي .. وسأرى ما تأتي به الأيام 

هناك تعليقان (2):

  1. لطالما شغلتني فيرونيكا وهذا الجنون :)

    اعتقد ان الحياه بطريقتك هي أريح للقلب والبال معا

    فالافراط فى رد الفعل يستهلك الكثير من طاقتنا ومن قدرتنا على استيعاب التفاصيل اليومية العادية

    تحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. فيرونيكا شغلتني أنا أيضاً .. ولكنني توصلت إلى قناعة ريحتني من هذا العناء .. هي مجنونة كما قالوا .. هذا يكفيني لأعيش بسلام ..
      لك التحية رحيل :) والشكر على تواجدك هنا

      حذف