الأحد، 30 يونيو 2013

قيد الانتظار .. ثانيةً





نقطة البداية مرة أخرى ، سئمت الانتظار، سئمت الضوء الأصفر معلق فوق مدار حياتي والسنوات تتراكم فوق بعضها وفوق أيامي وأعصابي وقلبي.. سئمت الاسم الملصق بي "منتظرة"، لا تناسبني الحياة عبر أسلاك الهاتف ولا العلاقات العابرة للقارات ..  

ويسألونني بتعجب : لمَ "قيد الانتظار" .. لا يعرفون أن الانتظار قيد ثقيل، في الانتظار لا يسمح لك بخطوة واحدة نحو أي اتجاه، لا يسمح لك بالكلام ولا بالسكوت، في الانتظار أنت طيف هلامي لا يحق لك أن تخطط لمستقبل ما قريب أو بعيد كبقية البشر، أنت " مقيد " بهذا الانتظار يجب عليك أن تصل إلى خط النهاية لتحصل على الخلاص، ليتاح لك حق الاختيار، وحق الجلوس مستمتعاً بالفراغ أو بالفوضى، المقيد بالانتظار ليس إنساناً وليس جناً، هو اسمٌ عابر مهدد بالزوال، قد يكون وقد لا يكون، مهدد بالتلاشي كلما طال بريق الاضاءة الصفراء فوق رأسه، قد يبتلعه اللون الأصفر فيصبح أحد ذراته ويُنسى .. " يُنسى كأنه لم يكن " .. 

وجدتُ بالأمس عبارة حائمة اصطادتها لي صديقتي وتعجبت كيف تشبهني هذه الكلمات .. هو اقتباس لـ "هديل الحضيف" تصف بعض ما بي، تقول: "ماذا يعني أن تقف في المنتصف تماماً .. غير آبه لكل ما حولك، لكل ما فيك، لكل البهجة والبكاء اللذين يعيثان بك .. غير أنك تمرّ بحالة ( المؤقت ) الذي يعطّل احلامك حتى تتجاوزها أو تتجاوزك ! "

هديل تحكي موقفاً يجوز فيه الاختيار بين أن تأبه أو أن تتجاهل، هذا المؤقت الذي تصفه شقيق الانتظار وليس هو هو، في الانتظار تريد أن تأبه ولا يجوز لك، تريد أن تبكي وتضحك فيكممك الأصفر فوق رأسك، تريد أحلامك معك تحققها أو تجعلها صورة في برواز ولكن يخطفها منك مالا تعرف.. 

الانتظار حالة تشبه الموت إلا انها أقسى قليلاً .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق