الاثنين، 1 يوليو 2013

أنا والأول من يوليو





اليوم لا أريد أن أتحدث عني .. 
ولا عن الوطن البعيد المظلوم، والوطنية المنتهكة بكثرة التعريفات، لا أريد الحديث عن من يلوي عنق الحقائق ليجد فرصته في البكاء، ولا عن جيراني الصموتين دائماً كأننا نسكن في قلب مقبرة خارج حدود المدينة .. 

لا أريد أن أشغل نفسي بكل ما يشغلني في العادة .. مللت التكرار، سأجلس مثل رهبان التبت أتأمل في طباع الناس، لا أملك رفاهية التأمل في الطبيعة الخضراء والأنهار والجارية، في صناديق الاسمنت التي اتخذناها مساكناً يجب علينا الاكتفاء بصورة تخيلية لهذه الطبيعة المذكورة .. لا بأس، طبائع الناس أجدر بالتأمل ..

من الناس المتهور المتسرع الذي يبدأ بالشيء قبل أوانه وحين ينتبه لتسرعه يستمر فيه بالقصور الذاتي، كأن تشارك في نشاط التدوين اليومي مثلاً وتبدأ قبل صافرة البداية بشهر كامل ! من يفعل ذلك ! .. وتعود تتعجب عندما تسمع الصافرة، متسائلاً عن ماهيتها وسبب حاجتهم إليها وما كانوا يفعلونه قبل ذلك! .. 

هناك فعلا من يفعل ذلك، لا أعتقد أني وحدي المصابة بهذا الفيروس، فيروس التسرّع والحماس المبالغ فيه .. 

عدتُ للحديث عن نفسي ! .. يجب علي التوقف عن هذه العادة، والتفكير في أمور أعمق وأشمل، في الحياة ما يستحق منا الاهتمام أبعد عن هالتنا الشخصية، أمور عالمية ثقيلة الوقع مثل الأزمة الجديدة التي وقعت فيها، أزمة انتماء .. حين تتوافق احتفالية يوم الاستقلال الصومالي مع الأحداث المخيفة الحاصلة في مصر، أضيع في المنتصف ولا أدري هل أضحك فرحاً أم أبكي حزناً .. كلاهما بلدي، اقتسما القلب حتى لم يعد لسواهما مكان فيه، قد تراها أزمة مفتعلة فالبكاء دائماً أسهل من الضحك، إلا أنها تظل قائمة بكل قتامتها واختلاط ألوانها، أستطيع تجاوز الأمر كلّه بادّعاء الجهل بالأمرين معاً، سأتظاهر أني أعيش خارج الزمان، وأن مجرى الزمن الذي أحيا فيه لا يعترف بالتواريخ وبتسلسل الأيام، سأدّعي أني أعوم خارج التيار وأخفي لهفتي على مصر وفرحتي باستقلال الصومال .. هي أمور عابرة سريعة الزوال .. سأصدّق هذا حتى أتصالح مع العالم حيناً .. 


وأحاول أن أكتفي بتأمل الطبيعة في صمت كما يفعل رهبان التبت .. أظنهم يفعلون ذلك حقيقة 

هناك 4 تعليقات:

  1. واقعنا ومجريات الأمور بحاجة فعلية للحظات وقوف وتأمل ..

    ربنا يحفظ مصر وأهلها ,, ومبارك ذكرى استقلال الصومال .. ذلك البلد العربي البعيد .. أتمنى أن أجد المزيد عنه هنا في مدونتك يا سعدية

    وإن شاء الله من المتابعين " على قد ما نقدر " :)

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لك على التهنئة امتياز :) الله يبارك فيكي
      وشكراً على التواجد الجميل .. سعيدةِ بك أخية

      حذف