الاثنين، 15 يوليو 2013

سلالم لا تؤدي إلى الأعلى







 من عادة السلالم أن تساعد من يتسلقها وترفعه إلى الأعلى، بعض السلالم البليدة لا تفعل ذلك..


هذا ما فكرت فيه وهي تنظر إلى زوجها المستلقي أمام شاشة التلفاز بكسل، تأملته بندم وتمنت لو لم تكن بهذا التهّور الذي دفعها إلى قبول الزواج به لمجرد انه تقدّم لخطبتها .. تزوّجته لكل الأسباب الخاطئة، تزوجته لأن ابنة عمها تزوجت، ولأن أختها الصغيرة خُطبت، تزوجته لأنها رأت ابنة الجيران تتباهى بالسيارة التي اشترتها بعد زواجها .. وتزوجته لأنها لم تجد شيئاً آخر تفعله في حياتها


لم يمضِ عليها يوم واحد خالٍ من الندم منذ عرفته، هو لم يؤذِها بأفعال درامية كما في المسلسلات العربية، لم يعذبها كما في أفلام الرعب الأمريكية، لم يدلّلها كما في أفلام الأنيمي اليابانية، لم يختفِ من حياتها كما في قصص الحب التي قرأتها .. هو باختصار لم يفعل أي شيء


حاصرها بالملل، بشخصيته الكسولة المستسلمة، لم تستفد شيئاً من زواجها به، لم تتغير لا إلى الأفضل ولا حتى إلى الأسوأ .. كم تمنت لو أعطاها مبرراً واحداً لافتعال مشكلة، لربما استطاعت التخلص من فقاعة الملل الخانقة حولها، كانت تظنه سلماً ترتقي به إلى الحياة الاجتماعية، تصل به إلى سطح المجتمع لتقف باسمة هناك بفخر .. عرفت بعد فوات الأوان كم كانت أفكارها سطحية، واكتشفت بالطريقة الصعبة كم كانت طفولية في تعجّلها


عادت تتأمل زوجها المستلقي أمام شاشة التلفاز يغالب النعاس، منذ عرفته وهو لا يفعل سوى العودة من العمل مبكراً والاستلقاء أمام هذه الشاشة، كأنه يعيش على هامش الحياة، شعرت معه أنها أقل من أن تحظى حتى بالحياة الهامشية التي يعيشها، هو – على الأقل - يخرج للعمل كل صباح، أما هي .. هي تظل هنا تقبع في الظل بانتظار عودته، ثم تقبع في الظل بعد عودته حتى لا تفسد عليه استرخاءه، هي لم تعد إنساناً .. أصبحت مجرد ظل منذ ارتبطت به ! غادرتها إنسانيتها ولم تعد سوى كيان باهت مرتبط به .. لم تعد تعرف نفسها منذ عرفته أصبحت سلماً آخر مهجور، لا يؤدي إلى أي مكان 

هناك 4 تعليقات:


  1. صادقة حد الحقيقة المؤلمة ..

    ابدعت بوصفك صديقتي .. دمت بارعه




    ردحذف
  2. للاسف هي حياة اغلب العرب
    بل هي ثقافة مجتمع وجاءت لتنغص علي بنات حوا حياتهن

    ردحذف
  3. رائعة ومؤلمة
    فعلا هي حياة اغلب النساء لكن لمن قبلت بها التغير دائما موجود الافضل الا تنتظر الاخر افعل ماتريده ما تؤمن به وانطلق الى الامان عبر سلم يرتقي فقط باتجاه واحد بالقليل من العزم والارادة والصبر
    موفقة واسفة ان اطلت

    ردحذف