الأربعاء، 10 يوليو 2013

كأنا ما كبرنا




-        أتذكر تلك الليلة المظلمة حين كدنا نموت برداً !
-        نعم أذكر كم ضحكنا على بواب العمارة حين شاهدناه من النافذة يشعل ناراً ليدفأ بها ثم يهرب فزعاً لمّا شاهد قوة اشتعالها
-        كنا مفعمين بالمرح والشباب
-        بل كنا خاليين من الهموم
-        لا أذكر أني ضحكت بذلك الاندفاع منذ تلك الليلة
-        أنا أذكر ضحكاتك المختلسة، كنتِ توشكين على الاختناق بالضحك كلما رأيتِ شخصاً يسقط أو ينزلق أرضاً وهو يشوّح بيديه كمن يتعلم السباحة
-        هذا المنظر بالذات مضحك جداً .. يجب أن تعترف أنك كنت تخفي ضحكاتك بالسعال كل مرة
-        ليس في كل مرة
-        بلى ..كل مرة كنت تضحك خفية ثم تفتعل السعال
-        أذكر مرة لم أضحك فيها .. ولم أضحك من بعدها على أي شيء
-        تقصد حين انزلقت أمام مدخل البيت واصطدم ظهري بالدرجات المؤدية إلى الباب .. أظنه كان منظراً مضحكا
-        لم يكن .. تلك اللحظات بالذات كانت عمراً من الفزع، ظننتُ أني خسرتكِ للأبد، تخيلت أن رأسك هو ما اصطدم بالدرجات وكاد قلبي يتوقف لدقيقة .. أظنني بكيت يومها ! لا أذكر سوى الصدمة والألم
-        لم يكن الأمر يستحق كل هذا
-        في مثل عمرنا هذا كل انزلاقة موتٌ شبه مؤكد
-        جارتنا تدحرجت على درجات سلم بيتها حتى سقطت أمام المنزل كشوال قمح، ولم يحدث لها شيء
-        هذا لأنها بسبعة أرواح
-        لم أحدثها منذ ذلك اليوم .. كلما حاولت زيارتها تذكرت المنظر واستغرقت بالضحك
-        رأيتها أنا أيضاً ذلك اليوم، كنت أقف في الناحية الأخرى من الشارع مع صاحب البقالة الذي هرب حين رآني أقهقه فجأة بدون أن يعرف السبب!
-        أليس غريباً أن نكون وحدنا من ينتبه لمثل هذه الأمور، وربما وحدنا من يضحك منها
-        أظنه غريباً بعض الشيء .. لكن يظل مضحكاً
-        يا إلهي .. يبدو أننا مجنونان
-        بل مفعمان بالمرح والشباب 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق