الأحد، 28 يوليو 2013

أخاف الأحلام




يحق لي أن أخاف الأحلام .. 

لا أتحدث عن الأحلام المستحيلة التي نتأملها في اليقظة بهيام ونتنازل عن حقنا في تحقيقها متحججين بصعوبتها، أتحدث عن أحلام المنام، المكان الأول الذي بدأت منه كل الحكايات، المنامات الغامضة التي نفسّرها بالطريقة التي تسعدنا ثم نصدق هذا التفسير، بعض المنامات واضحة كأنها أحداث يومٍ صافي، وبعضها متقطعة كفيلم رديء الجودة على قرص مهترئ في جهاز كمبيوتر قديم، المنامات المتقطعة الغريبة لا تستحق أن نخافها، أنا لا أخافها ! تخيفني الأخرى الواضحة .. 

يخيفني فيها هذا الوضوح، هذه الجودة العالية في العرض كأنها نبوءة يسربها لي القدر، كأني على موعد مع معجزة ستتحقق غداً أو بعد غد .. هو شيء يجلب التوتر في العادة حين يكون الحلم عادياً .. المخيف بحق حين يختلط فيها الظلام بالكآبة بزلزلة الخوف النابع من شخوص هذا المنام أنفسهم .. 


البارحة .. رأيت في المنام شيطاناً متنكراً على شكل بشر، كان يمشي معي ويحدثني وكنتُ أظن فيه الخير وأضحك معه على أشياء بسيطة، التفتُّ إليه في غفلة منه فأراني الله داخله، عرفت أنه شيطان وأخبرته بما عرفت 

" أنت شيطان ! " 
هكذا واجهته فابتسم بسخرية ولم ينظر إليّ، جريت إلى رفقائنا أريد تحذيرهم فسمّرني مكاني بنظرته السوداء .. خفتُ بقوةٍ أوضحَ من حقيقة وجودي .. خفتُ بزلزال داخلي سحب مني قوتي ويقيني، ارتجّ قلبي مكانه واعتمدتُ على الجدار جواري ألتمس فيه بعض القوة ثم التزمتُ الصمت .. أخفضتُ بصري ولم أتحرك، تركته يخدعهم كما يشاء

أذكر جيداً هذا المنام كأني أعيشه الآن في هذه اللحظة تحديداً .. صحوت حين خفّ الخوف دامعة العينين، تهتُ لفترة في الحدود الباهتة بين الوهم والحقيقة ثم حين استعدتُ وعيي كاملاً أجهدتُ ذهني في تذكّر آيات كتاب الله، تذكرت آية الكرسيّ بصعوبةٍ بالغة وقرأتها بصوت مرتجف .. تجاهلتُ هوة الخوف التي غرقتُ فيها قبل صحوي ثم نويتُ أن لا أبحث له عن تفسير وحاولتُ إقناع نفسي أن هذا من " أضغاث الأحلام " التي لا تفسير لها .. 


حاولتُ بغير كثير نجاح ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق