الاثنين، 8 يوليو 2013

رمز لا يشبه معناه








ولماذا يكون السلام مطلباً صعباً ! هناك ما يكفي من الماء لنغرق أحزاننا فيه، أو نتجاوزه بخطوات مترددة كطفلة تتعلم المشي لأول مرة تحت تهديدٍ بالضرب.. قد يكون السلام سهلاً إذن كسهولة الصراع، ففي العالم ما يكفي من الماء حقاً، يكفي لإغراق الهموم والبشر على السواء.. 

لماذا يجب أن يكون السلام صاخباً ! السلام هدوء، سكينة، راحة بال لا تأتي بالصراخ وإن كان مصدره السعادة .. اللهفة إلى جو خالٍ من البشر، ومن كل الكائنات الحية .. هذا هو السلام 

أخطأ من اختار نوعاً من الطيور دلالة على معنى بهذا التفلّت، كائنات متشردة سريعة الفزع وقابلة للأكل! كيف لها أن تكون هي الشيء الأسمى الذي نبحث عنه! ربما كان الأجدر لو وضعوا صورة طفل في لفافة، وجهٌ ضاحك متجعد الملامح ما يزال في طور التكوين، تميل زاوية شفتيه في شبه ابتسامة وتنقبض أصابعه الصغيرة بحماس، منظر مهدّئ مريح للنفس، يبعث على الابتسام بدون الحاجة إلى ما يغرق الأحزان أو سواها، وجه ضئيل تكاد اللفافة حوله تبتلعه، يملك قدرة على ابتكار موسم جديد تبدأ ساعاته منذ الابتسامة الأولى وتنتهي بالإغفاءة الأخيرة مساءً ..

أما الحمام التائه فلا يولّد في النفس سوى المزيد من التأمل، في جدوى الحياة وماهيتها ! قد يكون باعثاً على القنوط كذلك، ما جدوى أن تستمر في عدّ أيامك المتشابهة تحت شمس لا تعرف الرحمة وواقع يقتدي بها لو لم تعطِكَ وعداً بالخلاص ! وما جدوى خطواتك المترددة نحو الأمل الصاخب إن كانت الوجهة الأصلية مخالفة له ! هل يستحق هذا الطيف المخادع أن تعيش له وتتمنى الاندماج في صخبه .. !

هناك 4 تعليقات:

  1. أخطأ من اختار نوعاً من الطيور دلالة على معنى بهذا التفلّت
    متفقة معاكى فى الجزء ده جدا

    ردحذف
    الردود
    1. هذه النقطة بالذات حيرتني كثيرا .. لم أتوقع أن أجد من يتفق معي فيها :)
      مودتي

      حذف
  2. لم أفكر فيها من هذا المنظور من قبل .. معك حق فعلاً :)

    ردحذف