الخميس، 25 يوليو 2013

أحلاماً سعيدة





من الكرم أن تتمنى لي أحلاماً سعيدة، لن أعترض .. أعرف بالتأكيد أن الواقع لا يكون سعيداً إلا بالقدر الذي أستطيع أن أخدع نفسي به، أعرف أن ساعات السعادة مؤقتة جداً، محدودة ولا تستمر سوى لفترات قصيرة وربما تكون متقطعة، لا يمكن أن أعيش على ذكريات متفرقة للحظات هناء فرّن من رقابة الزمن .. ! 

أعترف أني بحاجة إلى الأحلام السعيدة، أحلام اليقظة والمنام على السواء، أحلام لا علاقة لها بالوطن الموجوع وما يحدث فيه، ولا شأن لها بأمنياتي المكبوتة وآمالي غير المحققة، بحاجة لشيء يشبه الطفولة ألقاً وحرية .. شيء من الراحة وخلوّ البال 

أذهب إلى النوم كل ليلة وأنا أمنّي النفس بحلمٍ جميل، ثم أصحو بعد ساعات من السباحة في العدم، أرمق الظلام الفارغ بأسى .. لم يتنزّل علي ما تمنيتُ من سعادة مخادعة ! لم أحلم الليلة أيضاً 

من أجل هذا يتسلل إليّ الفرح حين أسمع من يتمنى لي أحلاماً سعيدة، حتى حين يبدو واضحاً أنها مجرد تحية عابرة ينهي بها الحديث، أقنع نفسي بأنه وعدٌ بأن تزورني السعادة خلسة هذه الليلة، أسرع إلى النوم قبل أن تبرد التحية/الوعد وأتعجّل تلقيها بتهوّر طفولي 

أتمنى الكثير من الأحلام السعيدة، أما الواقع فلا أعرفه 

هناك تعليق واحد:

  1. ذات ليلة يا صديقه ستحلمين حلما جميلا وتعيشين واقعا أجمل

    ردحذف