السبت، 20 يوليو 2013

حكاية أمل





سأُفضي إليكم بسرٍ لم أعرفه عن نفسي حتى الآن ... 



خُطِبت ماريا فشعرتُ بوطأة السن على كاهلي كأني كبرتُ فجأة وغادرتني روح الطفولة في خلسة من الزمان ! .. ماريا كانت هي مقياسي وإن لم أعرف ذلك حينها، أذكر جيداً تلك الليلة الصيفية ذات النسائم، حين اجتمعنا في الشرفة في سهرة للثرثرة، كنتُ أشكو تشابه الأيام ومللي منها، وكانت على العكس مني تماماً سعيدة بمسار الحياة كما نعيشها، أذكر كم كانت تسخر من ضيق أفقي، وكيف ظلّت تُخطط لمستقبلها من وحي خيالها الخصب .. 

لم يكن مجرد خيال، هذا ما عرفته مؤخراً .. حين أخبرتني أنها تنوي إنهاء دراستها الجامعية ثم الهجرة إلى بريطانيا، سخرتُ منها لصعوبة تحقيق ذلك، وحين أكملت أنها لن تتزوج إلا بعد أن تعيش هناك لمدة لا تقل عن الأربع سنوات حتى تستقر نفسياً ومادياً اعتبرتُ حديثها محض أحلام، ورغم ذلك أنتظرتُ أن يتحقق بأمل يتعاظم في داخلي .. وقد كان 

عاشت أيامها بالضبط كما أرادتها وبقي الختام الرومانسي الذي انتظرته، انتظرتُ هذا الخبر لسنوات طويلة، بفرح مبالغ استقبلته كصبي يُسمح له بحضور صلاة العيد لأول مرة .. سعيدةٌ أنا الآن أكثر من سعادتها هي شخصياً، وربما أكثر من سعادة أمها نفسها .. 

حين تتزوج ماريا سأكبر ضعفين من العمر، سأصل لمرحلة الطفولة مرة أخرى، أليست القاعدة هي أن كل ما زاد عن حدّه انقلب إلى ضدّه ! .. سأستعيد طفولتي آنذاك .. وروح المغامرة العفوية كذلك 

سأحتفل بكل ما أملك من سعادة، مرتين وأكثر .. وسأتوقف عن حساب الزمن  ..
لا تهمني السنوات بعد اليوم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق