الجمعة، 5 يوليو 2013

شمعة .. من أجلك أيها الغائب





إعادة نشر .. كما تعيد الأيام نفسها

كم هو مؤلمٌ كيف تنزلق الحياة من الأجساد بسهولة .. فجأة يتحول من عرفتهم إلى خيال لا يُدرى أكان واقعاً ذات يوم أم هو محض اختلاق .. فجأة يصبح ذكرى فيؤلمك أن لا تجد ما تذكره عنه خيراً كان أم شراً ..

حقيقة قاسية : هكذا هي الحياة، سريعة العطب تافهة سهلة الانزلاق













محاولة تذكر .. كما لو تجاوزته الذاكرة سهواً


كان مفعماً بالحيوية، ذا مزاح لزج أحياناً، صاخباً في كل أفعاله، متسرعاً على الدوام،  متطلباً كان .. كان نموذجاً اجتمعت فيه كل الصفات التي تنتسب إلى كلمة "الشباب" .. كان صغيراً
حقيقة أشد قسوة : لا يجب أن يموت الصغار أولاً









عن أنانية قلبي .. عن تهرّبه


عرفته لمدة غير قصيرة، وحين سمعت الخبر لم أستطع تذكير نفسي بعيوبه التي كنتُ أراها كثيرة من قبل، أصبح بريئاً صافي النية أقرب إلى الملائكة منه إلى البشر .. بكيت عليه .. بكيت حزناً على الملاك الذي فقده العالم .. وبكيت أكثر لأنه كان صغيراً
حاولت تخيل صدمة عائلته، لم أستطيع ! كانت المأساة أكبر من قدرتي على الاستيعاب، وتذكرت درويش حين ينصحني ..
" وكن من أنتَ واحمل عبء قلبك وحدهُ " ..
فتوقفتُ عن المحاولة، عبء قلبي وحده أكبر مني ولا أقدر على أعباء قلوبهم ..

رحمه الله رحمةً واسعة .. 

هناك 4 تعليقات:

  1. إن المقاطع الثلاثة تشكل زوايا الحس الثلاثية، هذه النصوص تشكل الأبعاد الثلاثة للفكرة/ للقصة/ للموضوع...

    الأولى:
    غطاء النسيان المر، الذي يَسجف كل شيء مضى.
    بين هذه السطور الأولى حسرة/ تأنيب/
    حسرة على الحدث/
    تأنيب غير بارز للذات. خجول لم يكد يبدي.

    الثانية:
    انعاش الذاكرة، تفعيل ملكة التذكر لاستحضار وصف هذا الغائب. ثم التأثر الفعلي، ونتيجة قوية: لا يجب أن يموت الصغار أولا..

    الثالثة:
    الافصاح عن الشعور اتجاهه، وتجسيد حجم المعاناة التي قد ينعكس أثرها على أهله..
    هناك تكتمل الصورة بعد تشكيلها بأبعاد ثلاثية.

    رحمه الله تعالى

    مودتي

    ردحذف
    الردود
    1. تحليلك الرائع للمرثية الممزقة أعلاه أجمل من أن أصفه بالكلمات :) شكراً على هذا الجمال أخي رشيد
      كل الشكر

      حذف
  2. رحمة الله واسعة , انا لله وانا اليه راجعون

    ردحذف