الأحد، 7 يوليو 2013

ثرثرة .. على غير المعتاد





هذا الصباح لدي الكثير من الأفكار والأمزجة المتغيرة، ليس غريباً أن أصحو وأقرر تغيير كل شيء، أغيّر شكل مدونتي وترتيبها، أغير خلفيتها مراراً، وأغير كل ما أستطيع تغييره في بيتي كذلك، لربما غيرت اسمي لو كان بمقدوري فعل ذلك، مثل هذا الصباح يتكرر كل حين ويرفع معنوياتي كثيراً، أسخر من نفسي وأشبّه ما أفعله بتغيير الحية جلدها، لكني لا أملك دهاء الحية ومكرها، لا أظنني أشبها ولو حاولت..

ماذا بعد !
لدي رغبة للكتابة، لدي الكثير من المشاريع غير المُنجَزة، روايات بدأتُها وما زلت في فصولها الأولى، مجموعات قصصية أجمعها على مهل، ولدي الكثير من كتب الزملاء كان يجب علي قراءتها وإبداء الرأي فيها، لابدّ أنهم ملّوا .. أشعر بالتقصير تجاه أصدقائي حين أتأخر بهذه الطريقة، ثم أتظاهر بالنسيان حتى لا يتفاقم هذا الشعور ويقتلني .. أبتسم وأقول أني سأنهي القراءة هذا اليوم، أو غداّ .. ربما بعد غد! لديّ العمر كله، ولكن ما أعرفه أني أخدع نفسي فليس هناك من يصبر العمر كله فقط ليعرف رأيي البسيط في ما كتب، سأكون محظوظة لو استمروا في التواصل معي بعد كل هذا .. !

اليوم فتحت ملف الرواية على أمل أن أُكملها، رواية رومانسية اجتماعية، بمجرد أن فكرتُ بتصنيفها هكذا غادرتني أي رغبة في التأمل فيها وإكماله، ليس اليوم .. لا أحب الروايات الرومانسية غالباً، وحتى حين أقرأ بعضها أفضّل الكتابة الرجالية في هذا المجال، النساء عاطفيات أكثر من اللازم، يفتعلن المشاكل حيث لا مشاكل، تنغمس الكاتبة بإفراط في الجو الذي اخترعته للرواية حتى تُلبس الشخصيات الرجالية فيها أشكال الشياطين، وتمنح الشخصيات النسائية أجنحة الملائكة، و ترفض بأنفة ملكية أن تعترف بالانحياز،  لماذا أخترت الكتابة في هذا المجال! يحيرني هذا التساؤل حتى أصبح هاجساً يسيطر عليّ كلما حاولت تكملتها، قد أقع في نفس الفخ، لا أدّعي أنني معصومة من الانحياز إلى أحد الطرفين، غالباً لا أنحاز للطرف الضعيف لا لشيء سوى أن الضعف يستفزني ويثير امتعاضي، ولكن بما أنها روايتي فقد أجعل الفتاة هي الطرف الأقوى وهو الطرف الضعيف، لأجد الفرصة لأنحاز لبنات جنسي كما تفعل جميع الكاتبات، أشعر منذ الآن أنه خيار سيء .. سأُكمل من باب الفضول، أريد معرفة النهاية فقط، وقد أجعلها بعيدة عن الرومانسية لأسهل على نفسي الأمر، أعترف أني لا أعرف كيف أكتب القصص الرومانسية .. هكذا أفضل

لا يعني هذا أني سأكملها حالاً .. ليس بعد، حالاً لدي شيء أفضل أفعله، تدوينتي اليومية التي خشيت أن أستثقلها مع الأيام فإذا بها تتحول إلى فسحة يومية لطيفة، بعيداً عن مجريات يومي الممل، بعيداً عن الواجبات الكثيرة التي أفرضها على نفسي ثم أحاول إيجاد طريقة للتهرب منها، أصبحت أشعر بالحماس لأني أعرف أني سأنفرد في بداية الصباح بصفحة بيضاء تنتظرني بدون أفكار مسبقة، أنتظر أنا أيضاً بفضول جارٍ متطفل، كأني شخصان أحدهما يكتب والثاني ينتقد ويضجر أحياناً، رغم ذلك لا أعتبره جنوناً بل يزيد تشوّقي للنتيجة النهائية للنص الأدبي أياً يكن، وأتساءل بلهفة، هل سيعجبني؟ غالباً لا يعجبني وأضطر لإجراء تغييرات جذرية حتى ينال رضاي أولاً، ثم أعرضها بعد ذلك على من يجد الوقت للقراءة والانتقاد ..


كعادتي كل صباح ألقي نظرة سريعة على القليل من المدونات الصديقة ثم أعود للانفراد بصفحتي البيضاء وأسطر ما أشعر به بهدوء، اليوم لا يمكنني فعل ذلك، أشعر بالميل إلى الثرثرة، وبالفضول البالغ .. صديقة لي تحدثت عن الكتابة على الجدران في تدوينتها لليوم، لا أحب الكتابة على الجدران أنا أيضاً، كأنما البشر ليسوا ثرثارين بما فيه الكفاية، كأن حديثهم وجهاً لوجه لا يكفي ليضطروا العالم كله لمتابعتهم بالإكراه، أعتبر الكتابة على الجدران شيئاً من فرض الرأي بالقوة، ليس تمرداً بقدر ما هو تجبّر على المارّين الذين لا شأن لهم بكل هذا، لا أريد أن أعرف رأيه ولو أردت لبحثت فلماذا يجبرني هذا الشخص الذي لا أعرف بقراءة كلماته معرفة رأيه، جبروت هو ولكن بشكل صامت .. لو كان المكتوب عبارة عن ذكريات شخصية ففيها أيضاً جبروت خالٍ من المعنى وإيذاء للبصر بدون هدف، " الحب الأبدي = فلان وفلانة " ! بماذا قد تفيدني هذه العبارة الخرقاء، لا شيء سوى أن هناك أحمقان صدّقا لمرة أن الحياة ستترفق بهما، وأنهما سيظلان معاً للأبد..! هل تعرف كيف ستبدو حياتك بعد سنوات من الآن، قبل أن تتحدث عن الأبد .. أحياناً تستفزني حماقة البشر .. من قال أن الحياة ستكون وردية ؟
الحياة لا يمكن أن تتلون بلون أحلامنا أبداً، قد تستطيع خداع نفسك يوماً أو يومين، لكن ستصحو على شكل الواقع وتتقبّله في النهاية، لا تماطل ..


لا مزيد من الثرثرة .. أزعجتني هذه الخواطر حتى أتمنى أن أجد من أصبّ عليه غضبي في هذه اللحظة، الحل السهل أن أعود إلى روايتي ربما استطعت إيجاد طريقة تجعل كلاً منهما طرفاً قوياً فلا أجد الفرصة للانحياز .. !



هناك 4 تعليقات:

  1. ههههههههه
    اتصلي بيا لما تجيكي الرغبة في الثرثرة.
    بالنسبة للرواية، اخترعي مجال جديد للرواية العربية، او خدي من المجالات الأخرى في اللغات التانية: زي علمي طبي- حربي وتاريخي- رومانسي وفانتازيا- غزو فضائي لأفريقيا، يعني عييشي من ليه عندك حاجة.
    او حتى اخترعي ادهم صبري جديد؟ ليه لأ؟ ياستي اكتبي وخلاص بقالي كتير باستنى اقرأ لك رواية انجزي بقا

    ردحذف
    الردود
    1. سميرة :) من عيوني أكيد راح أجدد .. وأصلا راح أتصل حتى لو راحت الثرثرة ^_^

      حذف
  2. موضوع الرواية اللي بتواجهيه أنا كمان أعاني منه حالياً في روايتي التي مازالت في فصولها الأولى، الموضوع يطول شرحه لكن أنا سعدت جداً بوجودي في مدونتك :)

    ردحذف